وصلني استفسار من إحدى المتابعات التي تقول (في حفل آخر العام للمؤسسة في عملي، تم توصيف مديري بالقائد الملهم، الأمر الذي اثار استغرابي! كيف يكون ملهم، وهو لم يجتمع معنا ليوم واحد فقط خلال العام؟ فما معنى أن يكون الشخص قائداً في العمل؟).
سؤال مشروع ومتكرر خاصاً عندما يتشدق البعض باستخدام المصطلحات والتوصيفات بشكل مبالغ فيه دون مراعاة المعنى الحقيقي للمصطلح المستخدم، ومن أكثر الأمور التي يخلط بينها الموظفون في بيئة العمل معنى كلمة قائد ومعنى كلمة مدير.
فمن هو القائد ومن هو المدير؟
القائد هو الشخص الذي يقود فريقاً معينا ويؤثر على أعضاء الفريق ليقوموا بأداء رائع ويحققوا الأهداف المطلوبة.
القائد يعمل بشكل تحويلي بحيث يطور رؤية المؤسسة من أجل تحقيق أهدافها. فالقائد الحقيقي يهتم بفريق عمله ويساعدهم على اتخاذ القرارات المطلوبة، هذا بشكل مختصر.
أما المدير فهو الشخص الذي يدير المنظمة أو المشروع من خلال التخطيط وإعطاء التوجيه والحفاظ على التنسيق العام والسيطرة على كل شي. المدير يركز على إدارة العمليات والمهام الخاصة بالفريق ويفوض الموظفين لتحقيق الأهداف المطلوبة. المدير لديه صفة الاشراف على الفريق وبالغالب هو من يتخذ أكثر القرارات المطلوبة.
أهم الفروق بين المدير والقائد
القائد يؤثر على الآخرين، ويشجعهم ويحفزهم نحو العمل والإنتاج والابتكار، وهذا لا يحدث إلا إذا كان متواصلاً مع فريق عمله، لذا تجد القائد دائما حاضرا بين فريقه، يعرف قدراتهم واحتياجاتهم وينطلق منها ليدعمهم ويشجعهم بل ويستطيع أن يربط أهدافهم الشخصية بأهداف المؤسسة لتحقيق المستوى العظيم للفريق والمؤسسة.
المدير يهتم بالعمليات والمهام المطلوبة، والخطط والنتائج النهائية، غالبا يوكل ويفوض بعض الاشخاص ليتابعوا العمل مع الفريق، ويتحكم في القرارات النهائية، ولا تجده حاضرا بين الموظفين، يميل الى التعاطي الروتيني وعدم الخوض في مجازفات جديدة، لذلك فهو يتبع المنهج الكلاسيكي في الإنتاجية ولا يتعدى أداءه المستوى الجيد والمتوقع من الأهداف المطلوبة.
السؤال الذي يطرحه نفسه الآن؟
هل نحتاج الى قادة أو مدراء أكثر في العمل؟
بشرى الهندي
متخصصة في رفاهية الموظفين
