الهيكل التنظيمي لكل بيئات العمل يعكس لنا في داخله مستويات ترتيب الموظفين، فهنالك الموظف، وهنالك الموظف الأول، وهنالك رئيس المجموعة أو رئيس الفريق وهنالك المدير وصولا الى الوزير أو المدير العام.
وكل مجموعة لو نظرنا لها من الأعلى الى الأسفل فهي تقود وتترأس المجموعة التي تليها نحو الأسفل، ويختلف حجم وعدد الموظفين بناء على الأقسام والمهام وحجم المؤسسة وغيرها الكثير.
إلا ان الكثير من الموظفين في الخطوط الامامية والثانية تعاني وبشدة من فشل وسوء إدارة وقياد ة المسؤولين والمدراء في العمل معهم، هذا الفشل الذي يؤثر بشكل كبير على الموظف وادائه وبالتالي على المسؤول والمؤسسة أيضا.
فلماذا يفشل الرؤساء والمدراء في مهمتهم؟
بلا شك هنالك أسباب كثيرة يمكن ان نناقشها وبإسهام كبير أيضا، الا أن أحد هذه الأسباب الأساسية هو فشل العلاقة بين الموظف والمسؤول؟
نعم فشل العلاقة بينهما يؤدي الى كارثة وظيفية يتعدى صداها شخص الموظف والمسؤول، بل يطال المؤسسة والانتاجية والعلاقة مع العملاء أيضا.
وهذا ما اثبتته الدراسات والنتائج الاستقصائية، أن أكثر غالب الموظفين يتركون الشركات بسبب المدراء وليس بسبب الشركة نفسها!
تخيل مسؤول لا يعرف كيف يتعامل مع الموظفين بشكل صحيح، ولا يفهم احتياجاتهم الوظيفية، وليس لديه وقت ليسمعهم بصدق ولا يتعامل معهم بمهنية وإنسانية، ويتسلط ويعطي الأوامر وسلوكياته سيئة بل مدمرة معهم.
كيف تتوقع ان يكون أداء هذا الموظف؟ هل سيكون معطاء ومنتج ومبدع ومتفاني في عمله؟!
إذا لم يستطع المسؤول أو المدير كسب ثقة الموظفين ولم يستطع ان يبني علاقة مهنية إيجابية ومنتجة معهم داخل بيئة العمل، فهو يعتبر أحد الأسباب الأساسية لتراجع أداء الموظف بل المؤسسة بأكملها.
لذلك أجد ان من اهم المهارات التي على كل مسؤول ان يتقنها وليس فقط ان يتعلمها “كيفية بناء علاقة إيجابية تحفيزية منتجة ومحفزة مع الموظفين” .
عندها فقط يمكن للكثير من التحديات والصعاب ان يتم تجاوزها ومعرفتها داخل فريق العمل والتعاطي معها بشكل مهني وصحيح.
نصيحتي لكل المسؤول أو المدير، تعلم كيف تبني علاقة فعالة مع موظفيك، فانت ستبدع وترتقي كلمها استطعت ان تجعلهم أكثر ابداعا وإنتاجاً وتقديرا داخل بيئات عملهم.
بشرى الهندي
متخصصة في رفاهية الموظفين