سلام عليكم
وصلتني رسالة من إحدى المتابعات تقول فيها: طوال العشر سنوات الماضية كنت أتعرض الى مضايقات وإقصاءات متعمدة من قبل مسؤولي المباشر، ظناً مني أنها مجرد صرامة وشدة وسوء استخدام للسلطة، ولم يخطر على بالي أني اتعرض الى تنمر غير مباشر إلا عندما سمعتك تتحدثين عن أنواع التنمر الوظيفي! أيعقل أن يمارس ضدي التنمر طوال تلك السنوات وأنا جاهلة بذلك؟!
هذه رسالة من عشرات الرسائل التي تصلني حول التنمر الوظيفي داخل بيئة العمل، ومن المؤسف أن تكون بيئات العمل لدينا أرضاً خصبة لمثل هذه السلوكيات والاضطرابات النفسية.
التنمر الوظيفي اليوم كما السوس الذي ينخر الخشب داخل بيئة العمل ويفقدها تماسكها، وترابطها، ويبث الخوف والقلق والضغط الشديد المصحوب بالأم والإهانات وغالبها في صمت مخيف.
نعم بصمت مخيف، لأن خوفه من فقد الوظيفية أو خسارة بعض الامتيازات مثل الحوافز والترقيات يُجبر الموظف على الصمت القاتل، والتحامل على نفسه، لمستوى تتهالك فيها صحته ويفقد الكثيرات من قدراته ومهاراته التي تتسبب في تراجع أداءه، بسبب التنمر داخل بيئة العمل.
اتساع رقعة التنمر الوظيفي اليوم تتطلب تدخلا حقيقيا من قبل الجهات المعنية بالأنظمة والقوانين لوقف انتشاره أكثر، والتصدي للمتنمرين ومحاسبتهم على ما يقومون به من انتهاكات تمس أمن وأمان الموظف.
التنمر الوظيفي كما يعرف هو سوء معاملة متكرر وضار بالصحة أو إساءة لفظية أو سلوك يهدد أو يهين أو يرهب أو تخريب يتعارض مع العمل، وقد يكون مزيج من كل هذا.
التنمر الوظيفي اليوم وصل الى مؤشر خطيرة بتنا نلاحظه من خلال كثرة طلبات التدوير في العمل، والاستقالات المتزايدة، وطلبات التقاعد المبكر.
لذلك لابد من السعي الجاد من خلال نشر الوعي في الأوساط الوظيفية بمفهوم التنمر الوظيفي وما هي أهم التدخلات التي تحفظ للموظف أمانه واحترامه وصحته وتعزز من رفاهيته الوظيفية بشكل واسع وكبير، قبل ان يتسارع بشكل أعمق داخل المجتمع الوظيفي.
لمزيد من المواضيع المتعلقة بالتنمر الوظيفي تابعوا منصة بشرى الهندي لرفاهية الموظفين لنرفع مستوى الوعي بهذا الداء الوظيفي الخطير.
بشرى الهندي
متخصصة في رفاهية الموظفين
متخصصة في رفاهية الموظفين